اللغة السريانية / للأستاذ نعيم كمو /
القسم الأخير من اللغة السريانية
صورة
ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أذكر ابو الفرج يوحنا إبن العبري دائرة المعارف السريانية ورائد الأدب والحكمة والفلسفة والطب والعلوم حيث كان من أبرز ناشري الأدب السرياني عبر نشاطه الفكري الإبداعي ليس لدى السريان فحسب بل العرب والعالم, إنه منارة العلوم السريانية ,و وقفة إحترام للملفان الكبير البطريرك أفرام برصوم الأول معلم الكنيسة ديناً ووطنية وإخلاصاً ,وأخص بالذكر الملفان العظيم المطران بولص بهنام الذي آل على نفسه ترجمة أدبيات وقصائد إبن العبري من السريانية الى العربية وخاصة قصيدته الشهيرة (المعرفة) .
إنني أرى في بعض الأساتذة والإكليروس السريان مقدرة للنهوض بمستوى اللغة والتاريخ والترجمة وعلى عاتقهم تقع مسؤلية الحفاظ على التراث والإرتفاع به .إن الفكر والقلم عاجزان عن إيجاز مسيرة السريان عبر التاريخ والبصمات الواضحة التي تركوها لللأجيال الللاحقة مشرقية ومغربية . إن كل يوم يمر تكتشف الحفريات آثار الآراميين والسريان في مناطق سوريا والأردن ومصر والجزيرة العربيةولبنان وفلسطين وغيرهم .
والآن بعد أن إستعرضتُ جزءاً يسيراً من مسيرة السريان واللغة السريانية
أرى من الأولى أن نترك التفاخر بماضينا وأن نشرع صغيراً وكبيراً وخاصة الضالعون باللغة والذين ما زالوا على قيد الحياة أن يشمروا عن سواعدهم ويكافحوا من أجل إحياء هذه اللغة الإنسانية ويستخدموا كل الوسائل المتاحة من أجل التعليم والنشر عبر الأندية والكنائس والمحافل والمجتمعات والندوات تاركين المهاترات والوقوع في مستنقع الأصولية والتيهان في دوامة العناوين والإنتماءات .
والأفضل لنا أن نسير في مسيرة الأحياء والسريان أحياء ٌ يرزقون لا في مسيرة الأموات تارة نتكنى بأمة وتارة بأخرى , إن النار لا تأتي من الرماد واللغة السريانية أصبحت ناراً تحت الرماد تحتاج لمن يحركها ويعطيها نفس الحياة وإلا سنسير في جنازتها كما تتالت جنازات الأمم من قبلها ,علينا أن نكون من الشاكين لا من الباكين , إن الحضارة لا تموت لكنها تنتقل من شعب لآخر وتهاجر من بلاد لأخرى تنتظر من يرعاها , وحضارة بلادنا هي نتيجة كفاح كل الشعوب التي تتالت وأغنت بعضها وكل شعب أرسى جزءاً من هذه الحضارة وهي ليست ملك شعب معين . ومسيرة الحياة أخذ ٌ وعطاءٌ والإنعزال والتفاخر لا يجديان نفعاً ومن خلال هذا الواقع الأليم يبدأ الكفاح .والتاريخ لا يعود الى الوراء وهو لايرحم وهو دوماً الى الأمام , والأمم ترتفع بسواعد أبنائها , إن إستمرار الجدل حول الكم والكيف أمر مقبول ولكن التناحر المميت ليس مرغوباًوالأجدر بنا ألا نتكنى بغيرنا و على من يود النهوض عليه أن يقتدي بقول الشاعر لا تقلْ أصلي وفصلي أبداً إنما أصل الفتى ما قد حصل
نعيم كمو أبو نضال
تعليقات
إرسال تعليق