جشع التجار وجنون الأسعار / للأستاذ ابراهيم قويدر /

مقال حر
(  جشع التجار وجنون الأسعار )

  بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
*************************
من الأمور الغريبة والعجيبة والتى تثير كثيرا من التساؤلات
ألهذا الحد تم إطلاق يد التجار للتحكم فى الأسواق كيفما
يشاءون دون ضابط أو رابط يحكمهم مما جعلهم يثرون ثراء
فاحشا على حساب طبقة الشعب المطحون .
وسأسوق لكم بعض القرائن التى تدل على أن السوق المصري
تتحكم فيه قلة من التجار أصابهم سعار الجشع لنهب ما فى
جيوب الفقراء رغم ما تفعله الدولة من محاولة سد الفجوة
بين المستهلكين والتجار .
وإذا سألت نفسك عن سلعة واحدة وهى اللحوم فسوف تصاب بحالة من الغم والحزن ولذلك نقول : بالسؤال عن
أسعار المواشي فى الأسواق تجد أن الفلاحين يصرخون
بأن الأسعار رخيصة بالمقارنة مع التربية والعلف وغيره .
فالجاموسة أو البقرة التي تزن من ٥٠٠ ك فأكثر يقف سعر الكيلو قبل الذبح ما بين ٥٠ : ٦٠ ج غير ما فيها من جلد ورأس
وفشة وكرشة .. الخ .
ويقوم الجزار ببيع الكيلو فى المناطق الشعبية ب ١٢٠ ج وتتزايد القيمة بحسب موقع الجزار والمنطقة التى يبيع فيها
مما يجعلها تصل فى بعض المناطق إلى ١٦٠ : ١٨٠ ج
ومن ثم يجب وضع حد لهذا السعار لهؤلاء المتحكمين فى
الأسعار بتدخل الحكومة بوضع منافذ حقيقية لتحطيم الأسعار ولتشغيل أيدي عاملة من الشباب والعاطلين .
وبالقياس على اللحوم الأسماك والفراخ وغيرها .
ولقد قرأت مفارقة عجيبة عن سعر زجاجة الماء توردها الشركة البائع بسعر ٢ ونصف جنيه وتباع فى محلات البقالة
والأكشاك ب ٣ج وفى محطات الوقود ب ٥ جنيه هذا مثال
من الأمثلة على الجشع .
وسمحت الحكومة للبعض بالثراء الفاحش من خلال فروق
الأسعار وذلك فى أثناء تحريك الأسعار ورفعها ومن أمثلة ذلك
تجار السجائر حيث أن مخزون البعض بآلاف الكراتين فلو تم
تحريك سعر العلبة الواحدة ب١٠ قروش سيكون حاصل الأرباح للمخزن عنده بالملايين وكذلك البنزين والسولار ويمكن وضع حد لهذا الجشع والثراء غير المبرر بأن يقوم
مسئول الشركة بتحديد المخزون قبل رفع السعر .
وحكى صديق أنه كان فى انجلترا وكان يشتري من محل
نوع من البن المطحون والسعر مدون عليه وعندما ذهب للمحل أشار له البائع إلى سعرين مختلفين ولما سأل عن 
الفرق أجاب البائع هذا القديم بالسعر القديم وأما الجديد
فبعد زيادة السعر من المنبع .
إنها الأمانة والصدق لذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم
التاجر الصدوق معه فى الجنة .
أيها التجار تاجروا مع الله بصدقكم وأمانتكم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة