أكتوبر الوردي / للدكتورة غادة طنطاوي /
أكتوبر الوردي
د. غادة ناجي طنطاوي، Ghada_tantawi@
لم يشهد التاريخ مرضًا عضال يصيب الجميع بالرعب كمرض السرطان و العياذ بالله، وقد يعتقد البعض أنه مرضٌ حديث، الا أن دراسات الطبيب اليوناني أبقراط تشير إلى وجوده منذ عهد قديم..
المخيف في الأمر، أن هذا المرض قاتلٌ صامط، خلاياه عدوانية، تنقسم وتنتشر في الجسم بسرعة، وقد لا يكتشفها المريض الا في مراحل متأخرة، ويرجع السبب في تسميته بالخبيث، لأنه ينتشر في جسم الانسان كما تنتشر النار في الهشيم، ويصل الى مرحلة يستعصي الشفاء منها دون وجود اعراض تنبه الشخص بوجود مرض.. في حين أن هناك أمل في الشفاء لو اكتشف مبكرًا.
وفي نظري، التكنولوجيا تطور ضد صحة الإنسان، ففي كل يوم نسمع عن اكتشافات ممنهجة على قوة الأشعة الكهرومغناطيسية و غيرها من الإشعاعات التي تصدر ذبذبات تؤثر على خلايا الجسم على المدى البعيد، مع نقص التوعية بشراسة هذا المرض وسرعة انتشاره، وبصرف النظر عن أنه مرضٌ وراثي، الا أن كثرة المواد الحافظة في جميع ما نستخدمه، خصوصًا في الطعام، رش بعض المبيدات الحشرية على المحاصيل الزراعية، وانتشار مادة الكيميتريل الكيمائية مؤخرًا أسبابًا رئيسية ساعدت على ظهور هذا الشبح باستمرار.
الأمر الذي يغيب عنا معظم الأحيان وحتى الآن، هو عدم إعتراف مجتمعاتنا العربية بأن الحالة النفسية عامل مهم جدًا عند مرضى السرطان، كما هو الحال في البلاد الأجنبية، التي تخصص علاج جماعي (group therapy ) لإعادة تأهيل كل من تماثل للشفاء من هذا المرض نفسيًا بسبب قوة تأثير الأدوية عليهم، و هذا أمر يقع على عاتق المؤسسات الصحية والجمعيات الخيرية التي لم تأخذ خطوة ايجابية في هذا المنحنى حتى الآن.
وبالتالي يقوم مرضى السرطان بعزل أنفسهم تلقائيًا لما يتعرضوا له من تغير سريع في المزاج بصرف النظر عن الإعياء الشديد ونحول الجسم المفاجئ بسبب كثرة الأدوية. فقدت خالتي وعمتي مؤخرًا بسبب هذا الشبح وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن لا يذيقكم مر فقد عزيزٍ أو غالٍ عليكم. نسأل الله السلامة منه ندعو لجميع من أصيبوا به بالشفاء العاجل
تعليقات
إرسال تعليق