أنا أفتقد ذاتي / للأستاذ ادريس جوهري /

أنا أفتقد ذاتي عندما أقلب المواقف ولا أعالج المشكلة تهيجون
الدم في عروقي ، بل أتابع السفن القديمة ، ملجئي من زمن
الماضي العريق ، لكن تحاصرني الهواجس دليل برقي لأزور
صواعق "زيوس" فأطبق عليهم جبل أوليمبوس أبد الآبدين ..!!
لكن أطلالي البهية تراودني دروب التسامح في هذا الضمير
الحي المعاتب .. قالت لي الأم غايا : اتركهم يا بني وشأنهم
وفكر فيك أنت ، لك هدف واحد أن تكون موجودًا معي
يا إنسان ولك بلاد من الذرة إلى المجرة مسخرة تحت
قدميك ، ترث الملك والملكوت ، وأخرى هي "أنت" الأبدية ..!!
أنا خفيفة روحي وهذا الجسد الترابي مثقل بالخيالات
الأسطورية والذكريات وطقوس السيئات تلك الأرضة تأكل
من حاضري وتؤخر مستقبلي المضطرب ، أورفيوس ساعدني
لترميم بيتي المتصدع أريد منك أن تجلب لي جمالية الأغنيات
من روائح زهرة التوليب وبياض الثلج الذي يذوب في الشمس
الذهبية المنبثقة من هذه المزهرية التي صنعتها لي أفروديت
في عيد الكروم حيث أراقص اليهوديات المسلمات المسيحيات
العاطفيات الإنسانيات .. بين دجلة والفرات وروما والبندقية ..!!
لا زلت أفتقد نفسي عندما لا أستمع إلى أنفاسي عندما أسكت
حدسي ، عندما لا أبتسم ، عندما لا أقبل نفسي عندما أترك
الآخرين يقررون عني ، لا أريد السقوط من الريح مندفعا
في اللامكان .. في السراب .. أريد أن أعيش لنفسي لأحلامي
لداخلي الغريب المهجور .. طال عليه الأمد يصدأ كالحديد
هذا القلب الممتلئ بالحجارة الصماء السوداء أحاول استرجاع
الهوية الوطنية لسائحة معبدي ، لكني أود تزيينها كالعروس
ليلة الزفاف ونطير معا فوق حصاني بيغاسوس نصعد نحو
العوالم المتوازية المتعددة وما وراء الكواليس المظلمة نكتشف
دنيا العجائب في كل متر وحرف من هذه الجمالية الأبدية ..!!
لا أريد أن أفتقد نفسي عندما أنسى من أنا وماذا أريد لنفسي ،
كم من الوقت انقضى عندما أصبح عبدًا للعادات والتنازلات ،
أصبح واحدا من أتباع هؤلاء الزومبي ، افتقدت نفسي لذلك
أعود للظهور لأترك الوراء الكئيب دون رجعة في نداء بساتين
الفجر لأتبع ينابيع اليقظة وأستحم مع زوجاتي الميوزات التسع
تحت شلالات آنجل ... زائر المساء هو قوة مورفيوس يأخذ
بيدي لاندماج الفرح مع ألم سابق .. وبدأت أعيش
في الهدوء من جديد ولست بحاجة إلا لعناق موت
يستقبل الولادة الإنسانية فوق أرض آدم وحواء فقط ..!!🤍🕊

                  @ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
                              31/10/22 Jouhari-Driss

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة