إبتلاع الحقيقة / للأستاذ قيس الشيخ بدر /
أبتلاع الحقيقة!
*************
الحقيقة التي تبتلع ويبتلعها البعض.. الذين ربما تعلموها من أيام زمان عندما كانت الحوتة أو الحوت يبتلع القمر ( الخسوف)؟ أيام زمان عندما كانت الناس نفوسها بريئة وعلى سجيتها.. فخسوف الحقيقة يختلف عن خسوف القمر! فالأول يحدث ربما بشكل يومي من بعض النفوس لأبناء جلدتهم من بني الإنسان .. في هذه البقعة وتلك.. فهؤلاء تارة يشعلون الحروب وتارة يجوعون النفوس البريئة وتارة يبتلعون مجهود الآخرين وتارة يصادرون حقوقهم وتارة يبتلعون ما أقرته الحقوق الإنسانية وغير ذلك؟. بينما أبتلاع الحوت للقمر يحدث بين مدة زمنية وأخرى وربما لسويعات أو ساعات ولكن ليس بشكل يومي كما يفعل المبتلعون! ..
حيث لا تنفع البراءة هنا معهم ولا ينفع الصياح ولا غيره مع هؤلاء المبتلعين!.. وخسوف أيام زمان كانت للبراءة وقعها وتلعب دوراً بسبب النفوس الصافية رغم كان العِلم غائب عن الأكثرية لكن كان المبتلعين قليلين والمتصدين كثر!
فخسوف القمر أيام زمان.. كان هناك من يدافع عنه من النفوس البريئة.. ويعدون العدة لطرد الحوت والتصدي لهجومه بكل ما أوتت هذه النفوس البريئة من قوة! حيث ( الآواني المعدنية.. من قدور الطعام وصواني الأكل والطبول وكل ما هو يصدر صوتاً عالياً ) ربما لإسماع الحوت أو الحوتة! صوت الحق صوت التصدي صوت المدافعين.. لتنطلق حناجرهم قائلة وباللهجة العامية الدارجة :
ياحوتة يامنحوتة..
هدي كمرنه العالي..
هاذه كمرنه أنريده..
ون جان ماتهدينة..
أندكلج بصينية..
ويبدأ ( طراق والطيق.. والطقطق) على الأواني المعدنية وغيرها.. مع الأصوات العالية التي تهدد وتتوعد الحوتة أو الحوت من أبتلاع القمر! ورغم كل هذا وذاك لم يأبه الحوت أو الحوتة لذلك ويبتلع القمر ( يبدأ الخسوف) لينتهي بعد سويعات أو ربما أحياناً ساعات!
لتعود النفوس البريئة لأماكنها شاكرة الله على نعمة الإنتصار
وإعادة القمر الجميل لمكانه من بطن الحوت !
ثم توالت السنين لتختفي هذه النفوس البريئة ويختفي معها التصدي والموروث.. ويزادد المبتلعون دون تصدي! وبقت الحوتة على حالها تبتلع القمر بين فترة زمنية وأخرى..
وأزداد المبتلعون وما أكثرهم في زمننا هذا.. وزادو من خبرتهم في الأبتلاع!
ياليتنا بقينا على الحوتة المنحوتة.. وبقينا على النفوس البريئة وسجيتها الطيبة..
ولا نرى في زمننا الحاضر الذي كثر فيه مبتلعي الحقوق الذين لا ينفع معهم ( طقطقة الأواني ولا الصياح العالي)
سفير السلام
الشيخ قيس الشيخ بدر
تعليقات
إرسال تعليق