دمشق فاتنتي / للأستاذ زكريا الحمود /

دِمَشقُ فاتِنَتي

دِمَشقُ فاتِنَتي رِفقَاً فُؤَادِيَ رِفقا
هَامَ   بِكِ  قَلبِي  وَلَهاً  وَ  عِشْقَا

حَتَّى  غَدَوْتُ  مِن فَرْطِ  حُبُّكِ
لاأَجِدُ بَينَكِ و بينَ البَدْرِ فَرْقَا

خَاصَمتُ لَيلِي ومَاعُدْتُ إِلَيهِ
صَاحَبتُ بَعدَكِ الهَمَّ والأَرَقَا

عَرُوسٌ  زَهَت ليلَةَ  زَفافِها
تَرنُو إِلَيهَا العُيونُ و الحَدَقَا

لأَجلِكِ تَبخُسُ الدُّنيَا وَالرُّوحُ
وَ أُشْهِدُ اللَّهَ مَا قُلتُ إلاَّ صِدْقا

هَذي  سَماؤُكِ  تَلَبَدَّت   غُيومُها
فلا  بُدَّ  للرَّعدِ    يُخلِفُ    البَرْقا

وَ لا بُدَّ  لِلكِسَفِ   تُخرِجُ  وَدقَها
وَ الأَرضُ تَستَبشِرُ حُبّاً بِالمَلقى

شَآمُ   تَآَلَفَ  المَارِقُونَ  عَلَيْكِ
من  الغَربِ و الشَّرقِ  لا فَرقا

الفِتنَةُ  مِن  مَرقَدِها  قامَت
سُحقاً شُيوخُ الفِتنَةِ سُحقا

كِلاَبُ  الَّلَيلِ  تَنْبُحُ  جَائِعَةً
اتَّخذوا دُرُوبِكِ لَهُم مُرْتَفَقَا

نُباحُهُم عَلى المَنابِرِبِلاوَجَلٍ
هِيَ الزَكاةُ والنَّفَقَةُ والصَّدَقَة

سِباعُ   الأَرضِ  تَكالَبَت  عَلَيكِ
أَراذِلُ الأرضِ كلٌّ بلا حُكمٍ عُتِقا

شَرِيعَةُ الغَابِ باتَت تَحْكُمُ عَالَمَنَا
سَادَ  فِيها  كُلُّ  مَنْ  لغَيْرِهِ  فَرّقا

غَدَا  الذِّئْبُ  لِلحَمَلِ  مَنْجَاةً  لَهُ
وَ دونِ الذِّئابِ  لِلقَطِيعِ  مَوْبِقَا

مَنْ  اختَارَكِ   دِمَشقُ    فِتْنَةً
كَمن زَرَعَ شَجَرَاً بأَرْضٍ زَلَقا

مَا تَعَرّضَ الذَّهَبُ لِلنَّارِ قَطٌّ
إلاَّ  زَادَهُ  زَهْواً   نَقاءً وأَلَقَا

وَمَا أَصَابَ مِنْ لِينَةٍ  قَائِمَةً
إِنْ وَقَفَتْ عَلَيْهَا ذُبَابَةٌ رَهَقَا

حَمَاكِ  اللَّـهُ  دِمَشقُ و أَيَّدَكِ
بِنَصرِهِ عَلَى مَن عَادَ وفَسَقا

          زكريا الحمود

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة