مناجاة العام الجديد / للأستاذ سليمان شاهين /
..... مناجاة العام الجديد .....
نظمت هذه القصيدة قبل راس السنة بقليل ولم أكن ادري أن هذه السنة سنة زلازل وكوارث .
.........مناجاة العام الجديد .........
بالبِرِّ أقبلتَ أم بالضُّرِّ يا عامُ
فقد بَرِمْنا بما آتَتْهُ أعوامُ
ما قدأَلَمَّ بِنا مِن قَبلُ يَحفِزُنا
إلى تَرَقُّبِ مامِن بَعدُ يُستامُ
لم يأتِنااليومَ عَمَّاأنتَ تَحمِلُهُ
إلَّا أمَانيُّ لا تُغْني و أوهامُ
عَشْرٌعِجافٌ مضت مانابَ حالِبَها
إلَّا عَناءٌ و أوصابٌ و آلامُ
ضَنَّتْ لَعَمْري بِما كُنَّا نَطِيبُ بهِ
من قَبْلُ نَفْساً وللخيراتِ أكوامُ
فقد نَعِمْنا بذاك الوقتِ في تَرَفٍ
وفي أمانٍ ولم تُذْعِنْ لنا هامُ
حتّى أتانا من الأهوالِ ما ضَعُفَتْ
وقَصَّرَتْ عنه أطوادٌ وأعلامُ
زالَ الأمانُ الذي كُنَّا نَتِيهُ بِهِ
ولمْ يَظَلَّ لنا قَدْرٌ وإكرامُ
ما ذادَ عنَّا ذووالقُربى أَذاتَهُمُ
وماجَفانامن الجيران إجْرامُ
وقد تناقص مَن آسَوا ومَن رَحِمُوا
وقدتزايدَ مَن ضِيمُواومَن ضامُوا
سادَ الفسادُ وعن إدراكهِ قَصُرَتْ
يَدُ الصَّلاحِ ولمْ تحمِلْهُ أقدامُ
لم يَبْقَ في يَدِنا شيءٌ نعيشُ بهِ
فقد غَدَونا كَأَنْ ما كانَ إنْعَامُ
وَصَوَّحَ الكرمُ حتَّى لا رَجاءَ بهِ
ولا رُوَاءَ ، وجَفَّ الطَّاسُ والجامُ
يا عامُ عِدْنا بِشيءٍ يُستعانُ بهِ
على شَقاءٍ شكا من سُوئهِ السَّامُ
عِدْنا بِقَصمِ وإقْصاءِ الشَّقاءِ فإنْ
وَعَدتَنا فَوُعُودُ الحُرِّ إِلْزامُ
خُذْنا بِلُطفِكَ لوآثامُنا كَثُرَتْ
أليس تلقى سَماحاً منكَ آثامُ
إنْ جِئتَ بالبِرِّ فلْتَعجَلْ-فُدِيتَ-به
فَعاجِلُ البِرِّ خيرُ البِرِّ يا عامُ
إِنَّا لَنَأْمَلُ فيكَ اليُمْنَ أكْمَلَهُ
والأمنُ لِلْيُمْنِ إكمالٌ وإتْمَامُ
دَعنا نَرَ الأمْنَ قد عادت بيارِقُهُ
وقد تعالتْ له في الأُفْقِ أعلامُ
قد شاقَنا العَيشُ رَغْداً لا يُنَغِّصُهُ
هَضْمٌ يُمِضُّ ولا يُضْويهِ هَضّامُ
وشاقَنا النُّورُ نوراً لا يَحِيقُ بهِ
ولا يُدانيهِ او يَعرُوهُ إِظلامُ
دعنا نَرَ الوردَ مَيَّاسَ القدُودِ وقدْ
تَفتَّحتْ منه في الأنحاءِ أكمامُ
لِلْودِّ تاقتْ قلوبُ القوم قاطبةً
ولِلتَّراحمِ حَنَّتْ بَعدُ أرحامُ
ما أجملَ العيشَ والأيامُ مُقْبِلةٌ
والنّفسُ راضيةٌ والثَّغْرُ بَسَّامُ
كمْ قد حَلَمْنا بِعيش طيّبٍٍ رَغَدٍ
فما تَيَسَّرَ والأحلامُ احلامُ
عليكَ آمالُنا يا عامُ قد عُقِدَتْ
فلا تَكِلْنا إلى الخِذْلانِ يا عامُ
..........
يُسْتامُ الشّيء : تُطلَبُ معرفته ومعرفة قيمته لشرائه.
السَّام : الموت
.....................................
سليمان شاهين /أبو إياس/
تعليقات
إرسال تعليق