حلوة العينين / للأستاذ زكريا الحمود /

حُلوَةُ العَينَينِ

رَبَّنا خَلَقتَ الجَمالَ فِتنَةً وَقُلتَ اتَّقوا
كَيفَ نَرى جَمالَ خَلقِكَ وَلا نَعشَقُ

حُسنٌ لو رَآهُ الأعمى أبصَرَ مِن سِحرِهِ
جَسَدٌ مِن مَرمَرٍ أبيَضٍ و عاجٍ مُعَتَّقُ 
أعيُنٌ كما الجَمرُ تُحيطُ بِمَن رَآها
وَمِحجَرٌ كَنَجمٍ في لَيلٍ فَجرُهُ يَنشَقُّ
حُلوَةُ العَينَينِ حارَتِ القُلوبُ حُسنَها
كَما الخَمرُ إن طالَ يَطيبُ يتَعَتَّقُ

شَعرٌ أفلَتَتهُ تَناثَرَ كَزَهراتِ قُرُنفُلٍ
وَجهٌ إن ابتَسمَت زادَها بَهاءً وَألَقُ
أهدابٌ عَلى الجُفونِ شَعرُهُ مُصَفَّفٌ
كَلَيلٍ سَوادُهُ  وَ بَياضُ نَهارِهِ مُتَّفِقُ
خَصرٌ نَحيلٌ زادَ الصَّدرُ مِن جَمالِهِ
تَخالَهُ بثَوبٍ مُهَفهَفٍ يَكادُ يَلتَصِقُ

ثَغرٌ تَرشُفُ العَسَلَ مِن حَلاوَتِهِ
شِفاهٌ حُلوَةٌ تُسكِرُ مَن لثَمَها وَتُغرِقُ
قدٌّ إن أقبَلَت غُصنُ بانٍ مالَ وَانحَنى
وَ إن أدبَرَت عادَ كَما يَنبَلِجُ الفَلَقُ

سُبحانَكَ خالِقُ الخَلقِ مُبدِعُ الجَمالَ
كَيفَ ربّي قَلبٌ أُصيبَ بِسَنّارَتِهِ
ولا يَعلَقُ

           زكريّا الحمّود

من ديواني عاشق الرّوح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة