قبل عشرين عام / للدكتورة غادة طنطاوي /

#غادة_طنطاوي
#بن_في_قاع_الفنجان
قبل عشرين عام

التقيته صدفة، حملت في طياتها كثيرًا من التفاصيل وكومةً من الذكريات، كفيلة بأن أحيا على قيدها سنوات طويلة.
كنت فتاةً صغيرة، لم أعرف عن الحب انذآك سوى سحر كلماته، الشوق العارم واللهفة دون أسبابٍ واضحة.
وعندما أحبني، بات قلبي البتول المريض المثالي، الذي انطبقت عليه أعراض مايقال عنه حبًا في ذاك الوقت..!!
عشت معه سنوات داخل أبيات قصيدة شعر، احتوت على أجمل معاني الطباق والجناس، وتجلى جمال قوافيها في تورية وبلاغة العلاقة بشكلٍ مجمل.
به غدت روحي في حالة انسياب تام، توحَدت مع روحه، عاصَرت جنونه ووقعت في حبه، فعشقته حد الثمالة، معه وحده عرفت كيف أشتاق لوجهه بشدة، وأعشق تفاصيله بدقة، معه وحده شعرت بأن الساعات تقف عند انتهاء آخر لقاء، لتدب الحياة فيها عندما نلتقي مرةً أخرى..!! وبوجوده جانبي، تيقن قلبي من أن إضطراب نبض القلب وسرعة تدفق الدم في العروق حقيقة، وأن وهن العظام الذي يصيبك عندما تلمح وجهه، والفراشات التي تحلق حولك عند سماع صوته، واقع وليس ضربًا من الخيال. أتذكر نبرة صوته جيدًا.. اللتي كانت تخبرني عن حاله، سعيدًا كان أم حزين..!! نظرة عينيه اللتي دائمًا ماكانت تفشي لي بأسرار حبٍ لم يرد الإعتراف به لفترةٍ طويلة.
هل حدثوك عن السعادة الغير مبررة يومًا..؟؟ هل سمعت عن لذة المغامرات في قصص الحب..؟؟ هل أخبروك عن متلازمة التلعثم في الكلام..؟؟ كل هذا وأكثر عرفته معه وحده.
لكن القصيدة كانت مختلة القوافي بالرغم من جمالها. كبرنا سريعًا، وذاب آخر بيتٍ شعر في فنجان قهوته المرة، رغم عذوبته، ومضى كل منا في طريقه، لألقاه مجددًا ويخبرني أنه أحبني كثيرًا، وأنه مازال يحتفظ بأول رسالة حب كتبها قلبي لأجله، لربما لأنه أحب ماكان عليه معي.
كم أجرمت فينا الأيام..!! تيقنت بعد سماع صوته بأن جزء مني مازال يفتقده، وعرفت بأنه كان موجود على ذمة الغياب في كل نصوصي التي كتبتها، اكتفيت بأن للحب طعم يشبه عينيه. وأني ألقاه مجددًا بنفس الشوق واللهفة بعد عشرين عام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة