الدبلوماسية ودورها في إدارة العلاقات الدولية وتسوية النزاعات ح2 / للدكتور خيري غانم /

(8)

دكتور خيري مرسي غانم

عنوان البحث

الدبلوماسية ودورها في
إدارة العلاقات الدولية وتسوية النزاعات

المحور الثاني
الدبلوماسية الوقائية وأثرها في تحقيق الأمن الاستباقي وتسوية النزاعات الدولية
===========.    

يرتبط ظهور  الدبلوماسية الوقائية ب. السويدي داج همرشولد -  الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة بين فترتي 1953 -1961.فقد كان يسعى إلى إدخال مفاهيم وممارسات من شأنها أن تمكن الأمم المتحدة في تقديم مساهمات بقصد المعالجة السلمية عن طريق التفاوض بين الدول لتسوية أي نزاع  بينها
والحيلولة دون تحولها إلى صراعات وحصر انتشار الأخيرة عند وقوعها.

تعريف الدبلوماسية الوقائية:
"هي العمل الرامي إلى منع نشوء منازعات بين الأطراف، ومنع تصاعد المنازعات القائمة وتحولها إلى صراعات، ووقف انتشار هذه الصراعات عند وقوعها"،ويمكن أن يتولاها السكرتير العام شخصيًا، أو  بتكليف كبار الموظفين أو عن طريق الوكالات والبرامج المتخصصة، أو  مجلس الأمن، أو الجمعية العامة، أو المنظمات الإقليمية بالتعاون مع الأمم المتحدة".

أنواع الدبلوماسية الوقائية:
========.       
أ- الدبلوماسية الوقائية المباشرة:
وهي تهدف إلى منع الصراع على المدى القصير والمنظور، أي أنها تباشر في مرحلة الأزمة، التي يحتمل أن تدخل مرحلة خطر التصعيد العسكري وزيادة حدته وانتشاره، وبالتالي تكون ضرورة ملحة لفعل عمل معين يمنع تصعيد أو ازدياد كثافة الصراع، وغالبا ما يقوم بتفعيل إجراءات الدبلوماسية الوقائية في هذه الحالة طرف ثالث أو وسيط.

ب- الدبلوماسية الوقائية الغير مباشرة:
وهي تنسحب على الإجراءات الوقائية البنيوية، للصراعات الكامنة، والتي يحتمل أن تؤدي على المدى البعيد إلى نشوب نزاعات مسلحة، وبالتالي فعمل الدبلوماسية الوقائية في هذه الحالة، يعنى بتوفير الظروف، أو البيئة الوطنية، أو الإقليمية أو الدولية التي من شانها أن تقلل احتمال الصراع إلى ادنى حد ممكن، أو على الأقل عدم التهديد بتحويلها إلى صراعات مسلحة، وهو ما يعرف بالمنع الوقائي العميق، أو البنيوي، مثل:
* تخفيف حدة الفقر أو القضاء عليه
*، مكافحة مظاهر الاستبداد السياسي، والظلم الاجتماعي،
* دعم التكتلات الإقليمية والجهوية
*خلق الآليات الدبلوماسية، والتحكيمية والقضائية لفض النزاعات......وغيرها.

استراتيجيات الدبلوماسية الوقائية:
1-  استراتيجيات التدخل الخفيف ودرء الأزمة والتدخل العميق:

إن الهدف من درء النزاعات هو تقوية الوسائل التي يمكن عن طريقها منع اندلاع النزاع، وإذا اندلع منع حدوث العنف، أو إذا حدث الحد من الكوارث التي تصاحبه كالقتل الجماعي واللجوء ومنع تكراره إذا ما وصل الأطراف لتسوية.
إلا أن ما يمكن أن تحققه أطراف خارجية في تقريب شقة النزاع أمر ذو أهمية بالغة، في عملية دفع السلام.

أ- إستراتيجية التدخل الخفيف ودرء الأزمة:
العلاقات بين الدول عادة ما تقع في منطقة  واقعة بين حالة الحرب وحالة السلام وهي المنطقة التي تجعل من الدولة تعزز قدراتها العسكرية في نفس الوقت الذي تقيم فيه علاقات دبلوماسية واتصالات مكثفة لتغليب حالة السلام على حالة الحرب وهى نفس المنطقة التي تتحرك فيها مساعي درء الأزمة وهناك هدفان من درء الأزمة:

الأول: وقف التصعيد في التوتر الذي يمكن أن يؤدى إلى الحرب .

الثاني: دعم الجهود التي تبذل لتحريك أطراف النزاع نحو السلام.

ب- إستراتيجية التدخل العميق: فعلى المستوى الداخلي للنزاع مثلا نجد أن أهم ما يمكن أن تسهم به إستراتيجية التدخل العميق تتمثل في استعادة حسن الإدارة والحكم الرشيد ،و بناء دوائر السلام المستدام وإعادة ترشيد نظم الإدارة المحلية، والقومية والإقليمية والدولية بحيث تصبح أكثر تجاوبََا مع الحاجات الإنسانية.

2- استراتيجيات الوقاية العملية:

تهدف إستراتجية الوقاية العمليـة إلى وقف تصعيـد النـزاع، فهي تعمـل في إطار صنع السلام  وهي مرحلة تسبق النزاع، وتعتمد الوقاية العملية في الأساس على الالتزام الطوعي والمبكر للطرف الثالث لخلق الظروف المواتية التي يمكن القادة لدى أطراف النزاع من تجاوز المشكلة قبل أن تستفحل، وهذا الالتزام يجب أن تقابله أربعة من العناصر التي تؤدى بالضرورة إلى حل النزاع، وإنما تساعد على الأقل على حله وهي:

- العنصر الأول : لا بد من وجود لاعب قيادي  قد يكون منظمة أو دولة أو شخص محدد يتمتع بدرجة من المصداقية لدى أطراف النزاع، يتيسر له حشد الجهود الوقائية لدى أطراف النزاع واستغلالها لدرأه.

- العنصر الثاني: وجود نهج سياسي عسكري يهدف إلى وقف العنف وربط جوانب المشكلة السياسية والعسكرية ببعضها البعض.

- العنصر الثالث: توفير الموارد الكافية لتغطية التزام الطرف الخا جي
بدعم العملية الوقائية.

_العنصر الرابع: وجود خطة
لاستعادة السلطة في الدولة
المعنية بالنزاع الداخلي بعد
تسويته .

3- استراتيجيات الوقاية الهيكلية:

يطلق عليها مصطلح
"بناء السلام" وهي تتضمن عددا من الاستراتيجيات
تعمل بعد تسوية النزاع وتهدف إلى تجنب اندلاع النزاع مرة أخرى  وبناء هياكل ومؤسسات جديدة تلبي الحاجات الإنسانية لمختلف الجماعات.
=================
الباحث
دكتور خيري مرسي غانم
يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة