وصية أسيرة / للأستاذ زكريا الحمود /

وصيّة أسيرة

أنا في الأسرِ حَبيسَة
بين يَدَي حُثالةٌ خَبيثَة
أُحَشرِجُ كما هِيَ الفَريسَة

أنهَكَ الصِراخُ جِسمي
أنادي أمّي أنادي  عَمّي
أنادي أبي  أنادي  شَعبي
أنادي  خالي   أنادي أهلي

أينَ أنتُم أينَ صِرتُم
ألا مِن مُجيب ألا مِن حَبيب

ألا مَن يَشعُرُ بِأحوالي
ألا مَن يُخَلِّصُني  أهوالي
ألا مِن مُعتَصِمٍ ألا مِن  والي
يَغارُ شَرفي يغار عِرضي ومالي
يُنهي حُلُمي كابوسي و يُهدِّئُ بالي

أينَ أنتُم أينَ صُرتُم
ألا مِن مُجيب ألا مِن حَبيب

أستَصرِخُ فيكُم ضَمائِرَكُم
أرتَجي  مِنكُم  نَخوَتَكُم
أتَمَنّى أن أرى لَهفَتَكُم
أنتَظِرُ بِمَحبَّةٍ لِقاءَكُم

أينَ أنتُم أينَ صُرتُم
ألا مِن مُجيب ألا مِن حَبيب

الجَسَدُ هَزيلٌ والقَدُّ نَحيل
العَقلُ حَزينٌ والقَلبُ سَليل
الفِكرُ مَريضٌ والذِّهنُ عَليل
أحلُمُ  بالنَّومِ و لو قَدَرٌ قَليل

ما عُدتُ  أقدِرُ  عَلى الصِّياح
شَفَتايَ خانَتهُما النَوحَ والنُّواح
أما آنَ لكَ بَعدَ  الظُّلمَةِ يا صَباح
أماعلى أقفالِ قُلوبِكُم مِن مُفتاح

أينَ أنتُم أينَ صُرتُم
ألا مِن مُجيب ألا مِن حَبيب

         زكريّا الحمّود