كتبتَ / للأستاذ رامي بليلو /
رسالة للأخ والصديق
الأديب والروائي الكبير
سيف الدين راعي
كتبتَ
هماً ودمعاً
تحت عنوان
وبقينا --وهم رحلوا
عماحلَّ بالتاريخ
وعن صراخاتٍ هنا
وتنهداتٍ هناك
عن شموسٍ هاهنا
وغيومٍ هناك
وغصصت بأسرار نخيل الفراتين
وما حصل ويحصل
سأخبرك
ياصديقي العتيق
ياشيخ كار الحرف والمحابر
سأخبرك
عمن ناء تحت أهوال المقابر
عمن أوغلوا في صدورنا
و استولوا
على عقولنا
ومائنا
ونفطنا
وأنوار المحاجر
هم ياسيد الحرف
(أسياد المال العالمي )
هم
من يحكمون
ونحن من تنفذ فينا الأوامر
هم
من يُحكم قبضته
على آمالنا وأمانينا
وحبات الفيروز بأعيننا
ورمل الشطئآن
وحتى
على الكتب والدفاتر
هم من يقرر
ونحن لسنا من ننفذ
سلَّموا رقابنا لمن ينفذ فينا
أحكامهم
وأحلامهم
مشاريعهم
ومصالحهم
ونتائج المخابر
من أطنان القنابل
ومخلفات ذراتهم
وفيروساتهم
وما أخفت السرائر
نحن لم نعد نصلح
لنكون أنانبيب اختباراتهم
ولا حتى المواد المستعملة بتفاعلات معاملهم وراء الستائر
سأقول لك ياصديقي سيف
بحرقة
بمرارة
نحن لم نعد
كما كنا بالنسبة لهم
كانوا يريدون منا أن نبقى مناديل الورق
لنظافة أكفهم القذرة
وربما منافض السجائر
واليوم ساءت بنا الحال لديهم
بتنا نقبل أن نكون لهم
ويقبل معنا لنا
أصحاب الجلالة
والسمو
والفخامة
والنيافة
وأصحاب المتاجر
نقبل أن نكون أكياس القمامة
بل ومكبات تجميعها والمغاور
لكنهم
يريدون أن نكون المحرقة
ومعمل إعادة التدوير لمخلفات روثهم
أرادوا
وبتنا
وحالنا يشهد
أننا لم نعد نقوى لحمل حقائب المسافر
بتنا بين
مشرد ولاجئ ومقبور
ومهاجر
بقلمي
رامي بليلو ٠٠هولندا
تعليقات
إرسال تعليق