فصبر جميل / للأستاذ زكريا الحمود /
فَصَبرٌ جَميل
ضاقَ صَدري والعَينُ دَمعَها تَذرِفُ
أصبِرُ وَ أقولُ مَتى يا دَمعُ سَتَقِفُ
أتَصَنَّعُ البَسمَةَ وَ القَلبُ مَوجوعٌ
و الجَفنُ سَدٌّ خَلفَهُ أحزانٌ تَعصِفُ
أصبَحتُ أخسَرُ بَسمَتي وَ أُداريها
أعَضُّ شَفَتي أسكُتُ كَي لا أُكشَفُ
قالوا اصبِر ما بَعدَ الصَّبرِ إلا فَرَجٌ
مَلَّ الصَّبرُ صَبري وَ عادَ مُنصَرِفُ
صِرتُ عُنواناً لِكُلِّ ضائِقَةٍ وَ حُزنٍ
كيفَما نَظَرتُ أراهُما كَما تَرى الكَفُّ
تَعِبتُ مِن سُكوتي وكِتماني ماعادَ
يَنتابُني فَرَحٌ و لا شَجَنٌ و لا تَرَفُ
إن ضَحِكتُ أضحَكُ بِالدَّمعِ مُبتَسِمٌ
ليتَ شِعري بِتُّ بَقِيَّةَ إنسانٍ أونِصفُ
أنظُرُ لِمَن حَولي يَضحَكونَ بِصِدقٍ
وَضِحكَتي حَرامٌ أسايِرُ بِها وأُحَرِّفُ
أُكَذِّبُ الرّوحَ بِضِحكَةٍ لا لَونَ لها
وَحُزني بَدأ يَرسُمُ نِهايَتي وَيوصِفُ
كَثُرَت جُروحي وَ مَسلَكُ طَريقي
صَعبٌ كَقِصَّةٍ أوراقُهاراحَت تَعصِفُ
و إن مَرَرتُ بِشارِعِ الأحزانِ صُدفَةً
ألقى حُلمي تائِهَ الخُطُواتِ مُتَطَرِّفُ
أبحَثُ بَينَ أشلاءِ الزَّمانِ عَن نَبضٍ
ذِكراهُ تُسرَقُ أمامَ عَينَيَّ و تُجحَفُ
أقَلِّبُ صَفَحاتَ قَلبٍ طَواهُ النِّسيانُ
يَنبُعُ مِن بِئرِالحِرمانِ يُغرَقُ وَيُجرَفُ
إعلَم أنَّكَ مِنَ الَّلهِ مُمتَحَنٌ وَمَفتونٌ
إن فَرِحتَ أو حَزِنتَ فَإليهِ سَتُلقَفُ
فَلا تكُ مِن مَصائِبِ الدَّهرِ مُنقَبِضاً
ولا تَنزَعِج إن ضاقَ بِكَ أمرٌ مُحَرَّفُ
و عِش بَسيطاً في كُلِّ الأمورِ و قُل
يافارِجَ الهَمِّ فَرِّج هَمَّنا عَنكَ يُصرَفُ
و اصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ صابِر وَ لا تَسأم
وَحَرِّر نَفسَكَ مِن هُمومِها وَ الخَوفُ
وإن زادَتِ الجُروحُ عَليكَ والأحزانُ
أُدعو الَّلهَ عَلَّهُ يَقبَلُ وكَربَكَ يَصرِفُ
وإذكُرهُ تَضَرُّعاً في السِّرِّ وَفي العَلَنِ
يُنجيكَ لَظى نارَهُ و تَبيَضُّ الصُّحُفُ
وارفَع كُفوفَ يَديكَ وَ ارتَجي الحَقَّ
لا بُدَّ بَعدَ ضيقِ الدُّنيا فَرَجٌ يَنصِفُ
زكريّا الحمّود
تعليقات
إرسال تعليق