سنا ح2 / للأستاذ رامي بليلو /
أنا أُنثى أيضاً٢
والمرأة قضيتي سنا٢
كنت قد تلقيت اتصالين من أحمد إبن جيراننا الذين كنا نتشارك معهم سكن آخر حي الزاهره الدمشقي الشهير
وكانت قد
بدأت الأحداث وعدنا لقريتنا بحمص
والدي مريض و معاناتنا كبيرة بمرضه وخاصة بالتوجه للمشفى من القرية لحمص لتلقي العلاج الكيماوي
وكنا قدعانينا ماعانيناه أثناء علاجه الشعاعي بمشفى المواساة بدمشق
والدي قرة عيني الذي يمون لأعطيه روحي دون تردد لو احتاجها
بحثت عن عمل لكن القرية لا يوجد فيها عمل يناسب عملي فكنت مضطرة للتوجه لمدينة حمص للبحث عن عمل
وكنت منذ تركت جامعة دمشق التي كنت أدرس فيها بالسنة الأولى قسم التاريخ قد تفرغت للعمل كمزينة نسائية في أحد صالونات العاصمة
المهنة التي أحبها وأتقنها
وقد واظبت على تعلمها وممارستها منذ كنت بالأول الثانوي لدى صالون كان لوالدة صديقتي رشا بالحي الذي كنا نسكنه بدمشق
المهم في الأمر أني تركت الجامعة وتفرغت للعمل لأعيل أهلي
وفكرة الارتباط والزواج كانت مرفوضة كلياً لمرض والدي وكوني المعيل الوحيد بالبيت رغم أن والدي كان دائماً يكرر أمامي العبارة التالية
(يابنتي الله العليم انا شغلتي مامنها قومه
هلق معقوله مانك عشقانه ولك بيي)
أسأل والدموع تغسل وجهي
بابا أنت لماذا تشغل بالك بهذا الأمر
(أنا بدي ضل معك وتحت رجليك
أنت بيي وتاج راسي وماممكن بدي عليك كل شباب الأرض)
والحقيقة كنت أعلم أنه لن يتمكن أحد من تأمين الخبز وليس الدواء فيما لو تزوجت وتركت البيت.
كان والدي يجيب
(ليكي ولك بابا أنا شغلتي مو مطوله خليني اتطمن عليك وشوفك عروس قبل ماموت الله يوفقك إذا فيه حدي عيجبك خليه يجي لنتعرف عليه
بتعرفي أنا لايمكن أجبرك ع واحد مابتحبيه)
والحقيقه أنني كنت أرفض السماح لقلبي الخفق حباً أو حتى إعطاء فرصة لأي شاب للتقرب مني رغم محاولات عديدة
حتى أني لم أراهق فلقد عملت باكراً بسبب زواج أخواي (سليم وماهر)
وخروجهما من البيت بشكل طبيعي للعيش مع أسرتيهما
ومنذ عودتنا لحمص
وأنا أعمل بمرتب مقبول حيث تمكنت من الحصول على فرصة إدارة صالون للحلاقة النسائية في شارع الدبلان
لسيدة كانت تريد مغادرة البلد لمدة طويلة لزيارة إبنها الطبيب المقيم في أمريكا
لكن ماكان يؤرقني هو غيابي الطويل عن والدي كون مكان العمل بعيد ويحتاج دواماً طويلاً من الصباح حتى المساء
حتى فترة الغداء كنت أقضيها بالعمل لعدم الإمكانية للتوجه للقرية أو لأي مكان آخر
عند المساء أعود للبيت لأنجز ماتراكم من أعمال منزلية
حيث لم تكن والدتي تستطيع القيام بكل أعباء البيت
وهكذا كانت تستمر حياتي بين العمل والمنزل لغاية ظهور أحمد بحياتي
من جديد وبشكله الأوروبي القادم من أوروبا لخطبتي
غداً الجزء الثالث من سنا
بقلمي
رامي بليلو ٠٠هولندا
تعليقات
إرسال تعليق