مريم 8 / للأستاذ رامي بليلو /

مريم ٨
أنا أُنثى أيضاً
والمرأة قضيتي مريم ٨

اجتمع والد علي ووالدي يوم الإثنين واتفقا على تحديد يوم الجمعة القادم
يوم زفاف مريم على علي

كل شيء جاهز.
بقي فقط أن تمر الأيام مسرعة ليتحقق حلم مريم َوتصبح ببيت علي زوجة وإياه تحت سقف واحد

كانت مريم أسعد شخص بالعالم
تمشي
كماالفراشة تطير على الأرض

مضت الأيام
وتم تحديد موعدٍ لدى الكوافير الوحيد بقريتنا كي يقوم بتزبين مريم وتحضيرها لتكون أجمل عروس بذاك اليوم

استحمت وانتظرت قدوم خطيبها وعبير أخته
وبعض النسوة لترافقنها لمكان المزين
كما جرت العادة
لكن لم يحضر أحد بالموعد المحدد

بدأ الوقت يمر ثقيلاً
ومريم تنتظر
مرت ساعة
ساعتين
على موعد حضور علي لاصطحابها للمزين
لم يحضر أحد
بدأ القلق يرعب مريم
ثم تسلل القلق  إلينا

سألت مريم والدي
(بيي ما كأنو تأخر الوقت ياترى شو صاير ببيت عمي أبو علي
لشو ماإجا حدا منهن تاياخدني ع الكوافير بيي بالله اعمل شي)

رد والدي ( بابا مريم والله إذا أنت بتعرفي شي أنا بعرف

كلشي بعرفو إنو لازم تضبي غراضك
لاتنسي شي
ومابدي وصيكي ببيت عمك وبعلي
بيي هدون هلق هنن أهلك يلا رح ننتظر شوي إلا  مايبين حدا منن. )

وبدا الحزن على والدي واغرورقت عيناه بالدمع وأجهش بالبكاء

مضى بعض الوقت
غربت الشمس ونحن لاندري ماالذي يحصل

بدا القلق يظهر على والدي حتى
جن جنونه

لم يحضر أحد من أهل علي
ماذا سأقول للناس بدأ يتمتم وهو يقيس الشرفة ذهاباً وإياباً

نادي إبن عمي ياسر.
(ياسر ولك ياسر /ردياسر عليه //نعم عمي بدك شي //
إي عمي تعا الله يرضى عليك روح ع بيت بوعلي شفلي ليش تأخرو لهلق)
أخذ ياسر يعدو باتجاه بيت أبو علي
مرت دقائق قليلة فإذا بياسر يعود ليخبر والدي بما هو ليس متوقعاً

سأل والدي ياسر الذي كان يلهث من الركض

(خير عمي شو قالولك لشو تأخرو)
بصوت يتقطع ربما خجلاً قال ياسر
( عمي والله مابعرف شو بدي قلك بس والله قال خلي بنتك عندك لأنن ماعاد بدن ياها)

ولكككك
شششووووووووووو

قفز والدي من على الشرفة وأمسك بياسر من كتفيه بكلتا يديه  وبدأ يصرخ

(شو متقول مين قلك هالحكي ولك احكي يلعن كذا ع ابو كذا
يلعن هيك ع هيك عليهن
هنن وعا ال عطاهن
لو ماني ويحيد مابفهم
من الأول ماعطيت هيك جماعه  ناقصين)

كانت مريم تسمع صراخ والدي
وسمعت مانقل ياسر له
عن  زوجها علي وأهله

تقدمت من والدي
جثت على ركبتيها أمامه أمسكت بيديه وأخذت تقبلهما
انتابتها نوبة بكاء شديد واختناق بدأ بسعال
وهي  تقول لوالدي (بيي سامحني أنا غلطت بحقك وحق أمي وحق خواتي

وماكان لازم اقبل بعلي من الأول
كان لازم أعرف أنو واحد غدار
لو مو هيك ماكان غدر فيي بعد ما حاربت منشانو وهو بادل الوفا بالغدر وزلني وزلكن معي)

قُهر والدي جداً على حال مريم
وبدأت الأفكار المختلفة تراوده

غادر البيت
ثم تبعه البقية من إخوتي

دخلت مريم غرفتها
وبقينا نحن صغار السن ننظر ببعصنا ببلاهة علنا نفهم شيئا مما يدور

لكن لم يخطر ببال أحد منا أن هذا اليوم سينتهي بكارثه

غداً الجزء التاسع من مريم.

بقلمي
رامي بليلو ٠٠هولندا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة