مريم 9 / للأستاذ رامي بليلو /

مريم ٩
أنا أُنثى أيضاً
والمرأة قضيتي مريم٩

بعدما
أذهلت الصدمة التي نقلها إبن عمي ياسر عن لسان علي وأهله الجميع

غادر والدي وإخوتي البيت
بقينا نحن الصغار والدهشة تأكل أعيننا
دخلت مريم المطبخ وخرجت مسرعة ونحن ننظر إليها لاندري ماذا يحدث
فجأةً خرجت من المطبخ مسرعة ودخلت غرفتها

أغلقت خلفها الباب
بعد لحظات قليلة سمعت صوتاً غريباً صادراً من غرفة
مريم
توجهت لمصدر الصوت  مسرعة ولحق بي جميع من كان معي من الصغار
فتحت الباب
ولن أنسى ذاك المشهد طيلة عمري
وجدنا مريم وقد سبحت بدمها

//! لقد ذبحت مريم نفسها!\\

صرخت
وأنا أبكي بشدة لأمي
سمع صراخي عمي
كان والدي عنده

صاح عمي

( أبو حسين لحاق مدري شو صار عندك بالبيت)

تراكض الجميع من كل صوب كل القرية سمعت صراخي
وصل والدي عمي والدتي إخوتي الجميع بلا استثناء
عندما رأي والدي مريم غارقة بدمائها

أبكمه المشهد

جحظت عيناه
تغير لونه أغلق باب الغرفة
وطلب من عمي الإتصال بالمخفر

تجمعت القرية كلها كباراً وصغاراً أمام منزلنا على صراخ النسوة ونحيبها

ماهي إلا دقائق حضرت شرطة الناحية والطبابة الشرعية

الحاضرين بما فيهم والدي خمنوا أن مريم ذبحت نفسها لتداري فضيحة ارتكبتها مع علي
بعدما تأكدت أن علي قد خلا بها ليلة زفافها ليذلها ويعيد اعتبار والده
كون أبوها قد طرده مرتين
الجميع خمن ذلك

لذلك طلب والدي من الطبابة الشرعية ولأمر خاص إجراء فحص كامل لها

لكن الصدمة كانت كبيرة

حينما أقسم الطبيب الشرعي على كتاب الله

أمام القرية كلها
أن مريم عذراء لم يمسسها بشر
في هذه اللحظة
سقط والدي أرضاً بعدما صرخ بأعلى صوته

****** مر يااااااااام ******

في هذه الاثناء كانت الشرطة تقتاد والدتي وإخوتي وعلي ووالدته ووالده ثم وضع الطبيب قليلاً من الكحول أمام وجه والدي وما إن أفاق حتى طلب منه أن يستقل السيارة التي صعد إليها جميع الموقوفين تم إصطحاب جثة مريم للمشرحة
وبدأت التحقيقات
بعد يومين
طلبت الشرطة عمي لاستلام الجثة لدفنها
فعلا تمت عملية دفن مريم

حضر الجنازة
أهل  قريتنا وجميع القرى المجاوره
إلا والدي ووالدتي وإخوتي كما هو حال علي وأهله.

استمر التحقيق أسبوع
بينت التحقيقات التالي

//كانت والدتي قد اتفقت مع أخي وابن عمي ياسر الذي ذهب ليستطلع أمر السبب في تأخر علي ليلة الزفاف

اتفقوا على أن يخبروا علي
وأهله
أن مريم لاتريد الزواج منه ولا تريد أن تراه
وكانوا يعلموا أنه لو استطاعوا تأخير علي عن الحضور لن يتمم والدي زواج مريم من علي
تحت أي ظرف من الظروف

وفعلاً تم لوالدتي ماأرادت نقل إبن عمي الخبر لعلي يوم الزفاف بعد الظهر
قبل التوجه للمزين بقليل وعندما ذهب مساء مسرعاً ليستطلع أمر علي كان أخي ينقل لمريم قبل عودة ياسر أن علي لا يريد الزواج منها وأنه بذلك  يثأر لكرامته وكرامة والده
لكنها سكتت وتظاهرت أيضاً أن أخي لم يخبرها خوفاً من غضب والدي الذي يكون قد وضع في موقف محرج للغاية

لم يكن أحد يتوقع أن تقدم مريم علي ذبح نفسها

بعد أسبوع أطلق سراح الجميع
انتهت تحقيقات الشرطة ولم تتهم أحد بالجريمة

الشرطة لم تعاقب أحد بجريمة قتل مريم
وبدأ عقاب من نوع آخر
. غداً
الجزء العاشر والأخير من مريم..

بقلمي
رامي بليلو ٠٠هولندا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة