عيرتني حب الجمال / للأستاذ زكريا الحمود /

عَيَّرَتني حُبُّ الجَمال

تُعَيِّرُني بالزّيرِ وَ حُبُّ الجَمالِ
قُلتُ روحي مُلِئَت عِشقاً وجَمال
ما طابَت نَفسي بشَهوَةٍ ولا لِذَّةٍ
إن خَلَت حُبُّ النِّساءِ وَ الوِصال

مَنَحَني الحُبُّ مَرَحاً شَباباً قُوَّةً
أراني بِذَرّاتِ الوُجودِ الكَمال
وما كانَ اختِيارُ الحَبيبِ جَمالاً
بلِ عِشقي زادَهُ رَوعَةً و جَلال
قُرَّةُ عَينٍ ما زانَها حُسنُ طَلَّةٍ
بل رِقَّةٌ سَحَرَتني غُنجاً وَ دَلال

قيلَ أيُّ هذا الشّاكي وَما بِكَ داءٌ
كُن جَميلاً تَرى الوُجودِ كُلُّهُ جَمال
وماالجَّمالُ بأَثوابٍ تُزَيِّنُ أجسامَنا
بَل عِلمٌ زَادَهُ أدَبُ خُلُقٍ وَ أفعال
مِنَ الجَمالِ ظاهِرٌ كَصورَةِ الحَبيبِِ
وَباطِنٌ كَعَقلٍ رَجَحَ حِكمَةً وَمَقال

جَمالٌ بِلا عَقلٍ وَردَةٌ وَسطَ وَحلٍ
وبِلا عِطرٍ إن مازانَ الحَياءُ حَلال
كَم وَجهاً جَميلاً أَخفى سَوءاتٍ
وَ كَم قَلبٍ شِرّيرٍ أظهَرَهُ إنفِعال
كَم جَميلاً قَد خَلا مِنَ الفَضائِلِ
وكَم مِن فَضيلَةٍ زانَها  الجُهّال

مَهرُ النِّساءِ غايَةٌ تُدرَكُ بِفِطنَةٍ
وَالجَميلةُ مَهرُها صَعبُ المَنال
الجمال نَبعُ مَسَرَّةٍ لاينَضَبُ مَعينَهُ
فانهَل مِنهُ قَبلَ أن تُبَدَّلُ الأحوال

           زكرّيا الحمّود

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة