مملكة تدمر / للأستاذ ظهير الشعراني /

من التاريخ ..
مملكة تدمر :
بلادُ الشام , وأرض النهرين , مهد الحضارات منذ فجر التاريخ , وكلّ شبر من سواحلها وشواطىء أنهارها وترابها شهد قصة شعب , وحضارة أمة .
وفي قلب بادية الشام أشرقت منذ عشرين قرناً ونيّف عروس الصحراء " تدمر" بمبانيها العظيمة , وحُكامها العرب الأشدّاء , وبلغت ذروة مجدها على يد المرأة المُعجزة " زنوبيا " .
استطاعت هذه الملكة أن تُدير سياسة البلاد وسط تصارع الامبراطوريتين الكبيرتين الفارسية والرومانية , ووصلت جيوش تدمر في عهدها إلى مصر فأخضعتها , وإلى الأناضول , وانتصرت على فارس وروما , وحققت لتدمر بل للعرب مجداً عظيماً خلـّدته الأجيال .
ولكن هذه المملكة الفتية في قلب البادية , لم يسمح لها الرومان الغُزاة بالبقاء والاستمرار . فلقد أغار عليها الامبراطور الروماني " أورليان" وقاومته زنوبيا ببسالة وعناد , وخسرت أكثر من معركة قبل أن تسقط تدمر بيد الرومان ليدمّروها .
وإذا كانت زنوبيا قد انهزمت عسكرياً وسيايسياً أمام الرومان , فإن ذكرها العطر يملأ صفحات التاريخ , وهي المرأة المناضلة والزوجة الوفيّة , والقائدة الشجاعة , والملكة الحكيمة .
ولا يزال ملايين الناس من أطراف الأرض يَحجّون إلى تدمر ليروا آثارها الرائعة التي تشهد بعظمة العرب وسُموّ ملكتهم زنوبيا قبل أكثر من ألفي سنة .
إن زنوبيا مفخرة للتارخ العربي , ومفخرة للمرأة في كل العصور , وهي درس في الاستبسال والتضحية دفاعاً عن الوطن أمام الغُزاة الأجانب .
طيّب الله أوقاتكم بالخير
ظهير الشعراني .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة