ما يين كان وصار / للأستاذ سليمان شاهين /
.................. ما بين كان وصار ................
ما قلًَ رِزقٌ على ساعٍ وما نقصا
وما تَخَوَّفَ قَبْلُ القَحطَ والعَصَصَا
ولا مُضِيفَ بضيفٍ كان من خجلٍ
قد ضاق ذرعاً وعن إكرامه نكصا
وما تقاصرَ يوماً عن قِرىً أبداً
وما تشكَّى من الإملاقِ فانمَلَصا
والٱنَ لا زيدَ زادَ الزادُ في يدِهِ
شيئاً، ولا عَمْرَو قد لاقى له فُرَصا
حالَ الزُّلالُ أُجاجاً والنَّعيمُ عَنًا
وشُبْعَةُ المرء صارت عندهُ خَمَصا
والرزق مِنْ دونه خَرْطُ القَتَادِ غدا
وغيرُ ليثٍ - لشيءٍ منه - ماقَنَصا
صار المُضيفُ أمامَ الضّيف في حَرَجٍ
إذْ كيف يَقْرِيهِ من طُعْمٍ عليه عصى
كنّا نرى العيش لَدْنًا لَيِّنًا رَغدًا
واليوم صِرنا نعاني النَّزْغَ والنَّغَصا
لا يُفلِحُ اليومَ مَرْءٌ في تَدَبُّرِ ما
يحوي الكفافَ ولو رَوَّى ولو حَرَصا
ياصاحِ صِرنا من الإملاق في زَمَنٍ
يكادُ يَحمَدُ فيهِ الصّالحُ اللَّصَصا
كنَّا نُعِدُّ لِطَقس البرد عُدَّتَهُ
ممّا يُتاحُ ، وما يُشْرَى فقد رَخُصا
والٱنَ غُيِّبَ ما نحتاجُهُ ، فإذا
كُنَّا لَقِيناهُ نلقى السِّعرَ قد عَوِصا
فما هنالك مازوتٌ و لا حطبٌ
و لا بَديلَ لشيءٍ قَلَّ أو قَلَصا
شاعتْ لَدَينا من الأمراض أغربُها
مُذْ عَضَّنا البردُ مَسعوراً ومُذْ قرَصا
فالصَّدر في وجعٍ ناهيكَ من وَجَعٍ
والبطن في ألَمٍ يستصغرُ المَغَصا
ومَن يُبادرْ إلى استشفاء عِلَّتهِ
فقد يرى نفسَه لُلْحُلْمِ قد شَخَصا
والكهرباء لَوَتْ عن. دُورِنا عُنُقاً
أو أنَّ بعضَهمُ لِلْعُنْق قد وَقَصا
وما هنالك من يُرجَى لِدَفْعِ عَنًا
عمّنْ يُعاني ويكفي حَلْقَه الغَصَصا
فهل يعود الذي قد فات من زمنٍ
وهل نعودُ على ٱثارنا قَصَصا
ما بين كان وصار المرءُ في أسَفٍ
هذا يُمِضُّ وذاكَ المُستَحبُّ قَصا
...........................
سليمان شاهين /أبو إياس/
تعليقات
إرسال تعليق