الأندلس / للأستاذ ظهير الشعراني /

الركن الأدبي ..
الأندلــــس :
الأندلس كما سمّاها العرب , أو ايبيريا كما سماها اليونان , أو اسبانيا كما سماها الرومان . شبه جزيرة في الجنوب الغربي من أوربا لايفصلها عن أفريقيا سوى مضيق جبل طارق , وقد أطلق العرب عليها اسم الجزيرة ,كما أطلقوه على شبه جزيرتهم , وأعظم بلاد الأندلس العربية في القسم الجنوبي وهو أخصبها , ويتألف من هضبة ذات أجزاء منفصلة تجري فيها أنهار كثيرة .
وجوّ هذه البلاد معتدل وتربتها خصبة ليس بها صحارى , فهي أنضر البقاع وأبهاها , تبدو كروضة كبيرة يجري فيها الماء , وترتفع الجبال الخضراء , وتغرّد الطيور فوق أغصان أشجارها , وتنساب الماشية والأنعام في مراعيها الجميلة , ويعمل الفلاحون في حقولها الكريمة , ويعطر النسيم بساتينها المشرقة , ويستشعر أهلها معاني الجمال فيهيمون بها , ويٌقبلون على اللهو والمرح , ويركنون إلى الدعة والمتاع بالطبيعة مصطنعين ألواناً من التسلية تتفق مع نزعتهم إلى اللعب وخاصة مصارعة الثيران التي شغفوا بها , وأقاموا لها الملاعب والميادين .
لقد تفنن الشعراء وخاصة المتأخرين بالطبيعة الأندلسية وبثوا أشعارهم فيها فكان منهم " ابن زيدون ,وابن عمّار , والمعتمد بن عبّاد , وابن الحداد وابن شهيد , وابن عبد ربه , وابن هانىء , وابن درّاج , ويحيى بن الفضل , وكثير غيرهم . ومن شعر ابن هانىء نستمع إلى هذه الأبيات :
ألمْ تريا الروض الأريض كأنمـــــــــا ....اسرّة نور الشمس فيه سبائــــكُ
كأنّ كؤوساً فيه تسري براحـــــــــــها ....إذا عللتها السارياتُ الحوائــــكُ
كأنّ الشقيق الغضّ يكحلُ أعينــــــــاً .....ويسفك في لباته الدم سافــــــــكُ
وما تطلع الدنيا شموساً تريكهــــــــا .....ولا للرياض الزهر أيد حوائـــكُ
ولكنها ضاحكتنا عن مجالـــــــــــس ....جلتهنّ أيامُ المعزّ الضواحـــــــك ُ
ويصف ابن اللبانة مدينة " ميورقة" بقوله :
بلدٌ أعارتْهُ الحمامةُ طوقهــــــــا .....وكســاهُ حلـّة ريشه الطــــاووسُ
فكأنما الأنهار فيه مدامــــــــــة .....وكأنّ ساحات الديار كـــــــؤوس
طيّب الله أوقاتكم بالخير
ظهير الشعراني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة