الطب في العصر الفاطمي / للأستاذ ظهير الشعراني /
الركن الأدبي ..
الطبّ في العصر الفاطمي :
اهتم الفاطميون بالطب , وأغدقوا على الأطباء الأموال , وأجزلوا لهم المنح وقلدوهم المناصب العالية . واصبحت لهم منزلة رفيعة بين رجال البلاط , وقد ساعد ذلك على تقدّم الطب الذي أصبح يُدرّس نظرياً وعملياً في البيمارستانات التي كانت أشبه بكليات للطب تخرّج فيها جماعة من أطباء الأمراض الباطنية والجراحين والكحالين , وكان من مستلزمات الطبيب أن يكون مُلماً بعلوم الفلسفة واللغات الأجنبية , وخاصة السريانية واليونانية , بجانب إلمامه بالطب .
ومن الأطباء الذين نبغوا في العصر الأيوبي ( 567ــ 648هـ ) ضياء الدين عبد الله بن أحمد , وقد وُلد بملقة ببلاد الأندلس , ثم انتقل إلى مصر والتحق بخدمة الملك الكامل وابنه الملك الصالح نجم الدين , وكما قال السيوطي :" أوحد زمانه ...انتهت إليه معرفة النبات وصفاته وأماكنه ومنافعه ومات بدمشق عام 646هـ .
ومن أشهر اطباء هذا العصر علاء الدين علي بن النفيس القرشي , وكان يُعدّ إمام الطب في زمانه , وأشتهر بمؤلفاته الطبية , وهو كما وصفه السيوطي : " أحد من انتهت إليه معرفة الطب " إضافة لإلمامه بالفقه والحديث واللغة والمنطق وقد توفي عام 578هـ .
وقد كان أبو القاسم الزهراوي المتوفى سنة 500ه ـ بقرطبة اشهر جراحي عصره , وقد ترك كتباً كثيرة في الطب والآلات الجراحية وقد وصف عملية شق المثانة وتفتيت الحصاة .
وإلى ابن زُهر يرجع الفضل في اكتشاف علاج للأمراض الجلدية ,وقد قصد الناس هؤلاء الأطباء من كافة ارجاء العالم الإسلامي لتلقي العلم كما قصدهم المرضى لالتماس الشفاء على أيديهم
وقانا الله وإياكم المرض ورزقنا الصحة والعافية
طيّب الله أوقاتكم بالخير
ظهير الشعراني .
تعليقات
إرسال تعليق