ما هرمنا / للأستاذ حسن المرعي /
.. ما هَـرِمْـنا ..
يا حَـبـيـبَ القَـلـبِ بَـوّابًا وبَـابـا هـلْ أنا أمْ أنـتَ أكثـرتَ العِـتـابا !
أمْ تُـراهـا عَـيْنُـكَ الجَّعـداءُ نالَـتْ منْ فؤادي قَـدْرَ ما الكُحلُ استرابا
فَـتَحَـمَّـلْـتُ الَّتى صَـبَّـتْ سَــمـاءٌ مِنْ سَجَى ما فاضَ عَذْبًا أو عذابا
فَـتَّحـتْ أبـوابَ قَـلـبـيْ حَـدَّ أنِّـي كُـلَّـمـا أغـلـقْـتُ بـابًا صـاحَ بـابا
فَـتَـوالى مِنْ رُؤى كأسَـيْكَ عَـذْبٌ شـابَـهَ الأيّـامَ في حَلْـقيْ انسِكابـا
كـلُّ مـا أبـغـي يـواريـهـا نِـقـابٌ
لسـتُ أدري مَـنْ يُسـمِّيـهِ النقـابا ؟
غَـيَّـبَ الـراحَ التي تـرتـاحُ روحـي
في نـواهـيهـا وأصفـاني خـرابـا
لسـتُ أرجـوكَ الَّذي تَرجـوهُ مِنِّي وكِـلانـا قَـصْـدَ مـا يَـرجُـو تَغـابَـى
أنتَ في بحرِ النَّوى بالعَتْـبِ تَصحو وأنا أصحـو مـعَ الفَـجرِ اقـتِـرابـا
لأُنـاجِـي مِـنْـكَ آيـاتِ الـمَـثَـانِـيْ عَهْـدُهـا تَحلُـو إذا ما اللَّيـلُ شـابا
ليـسَ في الدُّنيـا كما قـلـبيْ مَـلاكٌ كُـلَّـمـا عَـيْـنـاكَ نـادتْـهُ أجـابـا
فَـيُـحـابِـي كُـلَّـمـا يَـزدادُ شَـوقًا مِنْ سـماءِ الوجهِ نَجْـمًا أو شِـهابا
ويُـرابـيْ إنْ تَـجلَّـى الوردُ خمـرًا مَـبْـسَماً ما كانَ أحـلا أنْ يُـرابَى
هـكذا يَـقْـضي الَّذي يهـوى مَـلاكًا سـاعةً نَجْـوى وسـاعاتٍ شَـرابـا
فـأقِـلِّيْ مِـنْ عِـتـابِ الوجـهِ وتْـرًا فَمِنَ الشَّفْـعِ الَّذي في الصَّدرِ لابا
ومِـنَ الـلّـيـلِ الّذي أولاهُ كـأسًا يَتـمَـنَّى لـو على الدُّنـيـا حِـجـابـا
ومـنَ الشـمـسِ التي زارتْـهُ لـيـلًا
سُـدَّ بـابُ الحـانِ والبـوّابُ تـابـا
واسـتحـارتْ بيـنَ ما كـانَ اغـتـرافًا
منْ لـمى دَنِّـي وما كانَ انصبـابا
يا لذاكَ اللـيـلِ أو يا تـلـكَ رُوحًا كلَّ ما يرجوهُ مِنْ عَـينَيكِ حابى
صـافـيًا كانَ الَّذي مِنْ راحِ نَـهـدٍ وشَـديدَ السُّـكْرِ مَـنْ صَـبَّ الرُّضـابا
وَمِنَ النَّـخْبِ الَّذي في الخَـدِّ يَـندى مـا تُـسـاويْ صَـفْحَـةٌ مِنْـهُ كِتـابـا
وقَـرأْنـا .. حَـدَّ أنَّـا مـا قَـرأْنـا غَـلَّ بالأشـجارِ منْ روحِي وغـابا
وتَصـافَـيْـنا على نَجْـوى حَـديـثٍ لـو يَـذوبُ الكأسُ في كَـفَّـيْـكِ ذابا
فتَجـلَّى الشِّعـرُ وردًا في لِـسانـي ذو لُـبـانـاتٍ إذا الجُّـوريْ أثـابـا
وإذا مـا الـطَّـيـرُ أوْلانـا سَـمـاعًا يَـتـعـالـى كُـلُّ ما يَـهـوى خِـطـابـا
فَـهُـنـا كَـأسٌ بِـلا راحٍ تُـغَـنِّي و هُـنـاكَ الـرَّاحُ والكأسُ تـصـابـا
ما هَـرِمْـنـا لا ولـو أنّـا هَـرِمْـنـا كُـلَّـما شـابَ استطابَـتْ واستَطـابا
الشاعر حسـن علي المـرعي ٢٠١٨/٩/٢١م
تعليقات
إرسال تعليق