ياء سيناء / للأستاذ حسن المرعي /
... يَـاءُ سِـيْـنا ...
تَكلَّمَ صامِتًا مِنْ ثَـغْـرِ جُوريْ حَـبـيـبٌ بالغِيـابِ وبالحُضـورِ
عَلَيهِ سِـمـاتُ قِدِّيـسٍ جَـبِـيـنًا وبَهْجَـةُ واسِـعِ العَيْنَينِ حُورِيْ
وأزْهَـرُ وجْنَـةٍ مَصـرِيُّ صَـدرٍ عَلَيْهِ وَسَامَةُ المَزْروعِ سُورِي
رَفِيـفُ جُفـونِهِ صَدَقـاتُ راقٍ تَعـامَى أنْ يَـرى فَـقْـرَ الفَـقـيرِ
أتـانـيْ ذاتَ أُبَّـهـةٍ مَـــسـاءً يُنَـقِّـرُ بالضَّمائـرِ عَنِ ضميـري
وما أضْـمَـرتُ يَعـرِفُـهُ جَـميـلًا
و يَـقـرأُ كُـلَّ سـانِحَـةِ العُبـورِ
غَـزالٌ جـاءَ مِـنْ بَـلَـدٍ بَـعـيـدٍ بِـرَغْـبَةٍ عـائـدٍ وجَـنـاحِ دُورِي
فَـفَتَّـحَ بالوِسـادَةِ وردُ قَـلـبي وعَـربَـشَ بالسَّريـرَةِ والسَّـريـرِ
وضـاءَ بِجانِـبِ الغَـربِيِّ طُـورٌ بِهِ مِنْ مِصرَ سكرانُ الخُصورِ
فَـنَـدَّ بِبَعضِ ما يَحلـو لِعَـيـنِيْ وما تَـرويـهِ مَـأْكَـمَـةُ الصُّـدورِ
فَعاتَـبَ باليَـسارِ على نُفُـوري وهاجَـمَ باليمـينِ على غُرُوري
ونادانِيْ بِمـا لَيْسـتْ صِـفـاتِي لِـيسْـطُـو بِالعِبـارةِ والعَـبِـيـرِ
ومـانَ عليَّ بـالعُـتْـبَى كَـثيـرًا بِمائِـنَـةِ الكَبـيـرِ على الصَّغيـرِ
فَـوالَـيْـتُ الَّتي عَينـاهُ أوحَـتْ وعـاقـرتُ الكـبـيـرَةَ بالكـبِـيـرِ
ولا أدريْ أيَرضـا أمْ سَـيَبْـقـى نَفـوراً ؟ يا رِضـا الظَّبْيِ النَّفُـورِ
ويا حُـلُـمًا أتـى بالنيـلِ سِـرًّا إلى لُـبـنـانَ بالثـوبِ القـصـيـرِ
ومازَجَ بينَ ما يـعـني وأرجـو سُـلافَ اثـنَـيْـنِ نَـوّارٍ ونُـورِ
فليتَ عيونَهُ في الحُـبِّ ألقَـتْ
محاضـرةَ الأميـرِ على الضـريـرِ
إذاً لَشَـربْـتُ بالعَـيْـنَـيـنِ رُؤيـا وجِئْتُ بِجَمْـرةِ الطُّورِ الطَّـريـرِ
وطالَبْـتُ الَّتي وصَلَـتْ أخـيرًا تُـنَقِّـطُ صَفْحَةَ الفَصـلِ الأخِيـرِ
وتَـرسُـمُ نَـهْـدَهـا دَنًّا كَـبـيـرًا وتَسكُبُ ما تَشـاءُ مِنَ الخُمـورِ
سأصطَبِحُ السَّــنا مِنْ ياءِ سِـيْنا وأجبُرُ باسمِها وجَعَ السُّـطـورِ
وأغـتَبِـقُ النَّـدى بِجـمامِ كأسٍ عَلَيْهـا ما تَعَـلَّـقَ مـنْ عُـصـورِ
وأتـرُكُـهـا تَـنـامُ بِـلا غِـطـاءٍ وأسـكَرُ فَوقَ طَيَّـاتِ الحَريـرِ
إلى أن تُـصـبِـحَ الأنَّـاتُ آهًا وأهـلُ الفَـجْـرِ منْ أهـلِ الفُجـورِ
وترجِعُ كـيـفَـمـا شـاءتْ ريـاحٌ عليها منْ شـذا بيـروتَ جُوري
ومِـمّـا قـد تـعـلَّـقَ في ثـيـابي
عـبـيـرُ الـثـابِتِـيَّـةِ فـي الأثـيـرِ
ــ الطَّريرُ: ذو الوجهِ الجميلِ
الشاعر حسن علي المرعي
تعليقات
إرسال تعليق